لماذا نحن منتظرون لظهور الإمام؟ وفي أيّ شيء تتجلّى حقيقة ذاك الظهور؟ فهل ظهوره يعني الظهور الظاهريّ؟ أم أنّها تتمثّل في شيء آخر؟ أسئلة طرحها وأجاب عنها سماحة آية الله السيّد محمّد محسن الحسينيّ الطهراني قدس سره في محاضرته التي ألقاها باللغة الفارسيّة، في الخامس عشر من شعبان عام 1430 هـ، وبيّن فيها الأهداف التي سعى إليها الأنبياء والأئمّة في حركاتهم وستحقّقها حكومة صاحب الزمان عليه السلام، مقارناً ذلك بأهداف سائر الحكومات وأدواتها.
العلامة آية الله السيد محمد حسين الطباطبائي قدس سره
ولادة العلامة الطباطبائي و وفاته
الولادة: ولد العلامة الطباطبائي في 29 ذي الحجة 1321 هـ ق، في مدينة شاد آباد، في محافظة تبريز في إيران.
وفاته: توفي العلامة الطباطبائي في يوم 18 من شهر محرم الحرام 1402 هـ ق، في مدينة قم المقدسة، و دفن إلى جوار السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام.
أستاذ العلامة الطباطبائي في السير و السلوك و العرفان
لقد تتلمذ العلامة الطباطبائي المعارف الإلهيّة و الأخلاق و فقه الحديث عند آية الحق والعارف الذي لا بديل له : سماحة آية الله الحاجّ السيّد علي القاضي الطباطبائي قدس سره، و قد تربّى على يدي هذا الاستاذ الكامل في السير و السلوك و المجاهدات النفسانيّة و الرياضات الشرعيّة.
وكان العلامة الطباطبائي يقول عن أستاذه السيد علي القاضي:
إنَّ كلّ ما عندنا هو من المرحوم القاضي.
كما يقول العلامة الطهراني (وهو التلميذ الأبرز للعلامةالطباطبائي) :
لقد كان استاذنا [العلامة الطباطبائي] يحمل في قلبه عشقاً شديداً لُاستاذه، و حقّاً كان يرى نفسه صغيراً أمامه؛ و يلمس في سيماء المرحوم القاضي عالماً من العظمة و البهاء و أسرار التوحيد و الملكات و المقامات.
في أحد الأيّام قدّمت له عطراً، فحمله بيده، و قال بعد تأمّل: لقد رحل استاذنا المرحوم القاضي منذ سنتين؛ و منذ ذلك الحين لم أتطيّب حتّى الآن. و إلى الفترة الأخيرة أيضاً كنت كلّما قدّمت له عطراً؛ كان يفلقه و يضعه في جيبه. و لم أره قد تعطّر، رغم انقضاء أكثر من 36 سنة على وفاة استاذه.
و المدهش تساوي عمر العلّامة مع استاذه القاضي؛ فقد عاش كلّ منهما 81 سنة.
جامعية العلامة الطباطبائي
لقد كان العلامة الطباطبائي تجسيدا للحياء، مثله مثل معصوم من المعصومين! كان كتلة من الحياء! إذا اراد الإنسان أن يعرف الأئمّة، و أن يفهم كيف كان مقام الإمام، فعليه أن ينظر إليه فهو آية!
نعم؛ لقد كان آية عظيمة! ليس فقط من ناحية الجامعيّة و الشموليّة بالنسبة لسائر العلوم و إحاطته بالمعقول و المنقول، بل من ناحية التوحيد و المعارف الإلهيّة و الواردات القلبيّة و المكاشفات التوحيديّة و المشاهدات الإلهيّة القدسيّة و مقام التمكين و استقرار الجلوات الذاتيّة في جميع عوالم النفس و زواياها.